حسين عبدربه يكتب: من محطات د. نادر رياض .. الصناعة قبل الخبز أحيانا

الخميس، 16 مايو 2024 03:50 م
 شركة بافاريا مصر

شركة بافاريا مصر

share

المشاركة عبر

تحدث حسين عبدربه عن الصناعة، وعن نادر رياض رئيس شركة بافاريا مصر، وقال..
 

هناك أشخاص يدركون أهمية النشأة أو البيئة التى نشأوا فيها فيستفيدون منها فى بداية تكوين شخصياتهم أو حياتهم.. وعندما تكون النشأة فى عائلة تدرك أهمية العلم والتدين، فمن الطبيعى أن يكون أفرادها من النابغين أو الطامحين أن يسيروا على أمجاد الأباء.

وقد أدرك رجل الأعمال الدكتور نادر رياض رئيس شركة بافاريا مصر ذلك بتأثره بوالده المهندس نصحى رياض والذى كان له أكبر الأثر فى نشأة رجل الأعمال ومن خلال ما يذكره الدكتور نادر رياض فى استعراض لسيرته الذاتية فى كتابه “محطات فى حياة رجل الصناعة”.. فإن الأب كان دائما ما يوجه ويعلم ابناءه دروسًا في الحياة وفى التعامل مع الآخرين سواء كانوا من دينه أو من دين آخر.

ولذلك فإن من يعرف الدكتور نادر رياض رجل الأعمال القبطى سيدرك ويلاحظ تسامحه وثقافته الدينية وخاصة الإسلامية.. حتى أنك تشعر أمام شيخ مسلم.. وستندهش أكثر عندما تدخل حجرة مكتبه فترى جدرانها تحمل أقوالا للإمام على ابن أبى طالب فهو معجب به ولحكمته كرجل كان يعيش فى بيئة صعبة.. ناهيك عن ثقافته المتنوعة والمتأصلة من شغفه بالقراءة والكتب التى لم تفارقه حتى وهو فى رحلة علاجه بألمانيا أثناء دراسته للثانوية العامة وأصابه مرض فاضطر للسفر للعلاج بألمانيا وهو يحمل معه حقيبة الكتب التى يعشقها.

وقد كانت رحلة العلاج هذه بقدر ما كانت شفاء من المرض بقدر ما كانت رحلة لعالم جديد فى حياة الدكتور نادر بحثا عن العلم الذى وجده فى هذه الدولة الغنية التى تريد أن تنهض بعد الدمار الذى لحق بها من آثار الحرب العالمية الثانية.. فوجد شعب لديه العزيمة والإصرار على التقدم وبناء الدولة من جديد.. فوجد ضآلته فى العلم بالجامعات الألمانية وتعلم وعمل فى المصانع الألمانية.. حتى اهتدى لفكرته فى إنشاء شركته التى بدأت بجذور ألمانية إلى أن استطاع أن ينتزعها ويجعلها شركة مصرية وأن يؤسس لصناعة مهمة كان له المبادرة فى توطينها من خلال وضع مواصفاتها ومنافسة الأجانب فيها.. ولم يبخل على وطنه بأن يكون فاعلًا فى مسيرة نهوضه فدعم بالدراسات والفكر فى كثير من مجالات الصناعة والاقتصاد من خلال عضويته فى العديد من منظمات الأعمال المصرية والدولية كاتحاد الصناعات وجمعية رجال الأعمال واتحاد الغرف التجارية والغرفة التجارية الألمانية ورئيسًا لمجلس الأعمال المصرى الألمانى.. ودوره فى تعزيز العلاقات المصرية الألمانية ولذلك كرمته ألمانيا بوسام الاستحقاق من الطبقة الأولى.. وساهم فى النهوض ونشر ثقافة التعليم الفنى بدعمه للعديد من المعاهد والمدارس الفنية لإدراكه بأهمية أن يكون لدينا عمالة فنية مدربة.

ولقد كان هذا نهج كثير من رواد الصناعة الذى ينتمى إلى جيلهم د. نادر رياض مثل العصامى محمود العربى ومحمد فريد خميس ود. عبدالمنعم سعودى وغيرهم من كبار الصناع الذين كان لهم دور واضح فى النهوض بالصناعة والاهتمام بأهمية التعليم الفنى والتدريب، فأسس د. نادر رياض المدارس وساهم فى العديد من المشروعات التنموية لخدمة المجتمع.. واهتمامه بالثقافة والفنون من خلال مشروع مكتبة الشارع بالألفى لنشر القراءة وفى مصنعه أسس قاعة للخالدين ضمت لوحات فنية لرموز مصر فى السياسة والثقافة والفنون والرياضة.. وهو رجل عاشق للوطن وكيف لا وهو مولود فى دمياط ومن أصول صعيدية.

د. نادر رياض صديق لكل الصحفيين حتى أنه أسس لقاءً سنويًا فى إفطار رمضانى يقام سنويًا تحت اسم لقاء الأصدقاء، ولا يتوانى عن أى مناسبة وطنية ولديه شبكة علاقات واسعة مع كل أطياف المجتمع، ولأنه رجل صناعة من الرواد لم يبخل بالرأى والمشورة لمتخذى القرار، فقدم العديد من الدراسات والمؤتمرات والمقالات الصحفية. ولا ينسى أحد مقاله الأشهر عام 2021 فى جريدة الأهرام عن تصفية شركة الحديد والصلب، حيث يرى أنه كان من الضرورى إصلاح الخلل فى هذا العملاق من خلال بيع جزء من أرضه الشاسعة لتنفيذ خطة الإصلاح دون عبء على خزانة الدولة، وإعادة توجيه إنتاجه فى صناعة الصلب المخصوص الذى يستخدم فى الصناعات العسكرية وحذر من أن تصفية “الحديد والصلب” ستؤدى لانفلات أسعار الحديد.. ويرى أن تقدم الدول يقاس بتقدمها الاقتصادى وتعاظم ميزانياتها عامًا بعد عام وذلك بزيادة الإنتاج المطرد بما يوفره ذلك من فائض فى ميزانية الدولة يصب بالإيجاب فى ميزانيات الصحة والتعليم والبنية الأساسية وأن قضية الإنتاج والتوظيف من أولويات العمل الوطنى.


ويطالب زملاءه من رجال الصناعة بأن ينبذوا التردد والتوجس وينطلقوا فى أعمالهم ويتوسعوا فى استثماراتهم بوازع من حسهم الوطنى ويعتبروا الصناعة قاطرة سريعة لإطلاق المارد المصرى.. وهو صاحب عبارة الصناعة قبل الخبز أحيانًا، بحسب ما نشرته جريدة البورصة.