محمود طاهر يكتب: مستقبل المبانى الحضرية فى 2050

يحلم المطورون العقاريون بالوصول للتصميمات المعمارية والهندسية للمباني الحضرية إلى مستوى أقرب للخيال، حتى تخيل الكثير من الحالمين مستقبل المباني الحضرية في 2050؛ والتي بالطبع ستكون مختلفة تماما عن اليوم.

ومن خلال الاتجاهات والتصميمات الحالية، واستقراء للمستقبل، وبالإطلاع على بعض الأفكار الناشئة، وضعت شركة الهندسة والتصميم "أروب"، نموذج مجسم لمبنى المستقبل الذى يراعي بشكل كبير شح الموارد في المستقبل، بحيث يحتوي على أنظمة طاقة خاصة به تُعرف بطاقة الرياح الدقيقة، ووهي أنظمة تعتمد على طلاء الألواح الكهروضوئية الشمسية، ولإنتاج الوقود الأحفوري يحتوي المبنى على ما يُعرف بواجهة الطحالب.

مباني المستقبل ستراعي التناقص التدريجي للموارد ووصولها لمستويات خطرة مع تقدم عمر الكوكب، لذلك ستأخذ تلك المباني هذا الأمر بعين الاعتبار، من خلال وجود طبقة متكاملة لتربية مصادر اللحوم والدواجن والأسماك والخضروات؛ وسيقوم "غشاء المبنى" بتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين؛ مع أسطح استعادة الحرارة؛ ومواد تتغير وفقاً لأطوار مدروسة وتصلح نفسها في تكامل سلس مع بقية المدينة.

وقد وضعت شركة “أروب” خمس سمات رئيسية لتلك المدن في المستقبل، وهي المرونة، والاستدامة، والتفاعلية، والتكامل المجتمعي، والأنظمة الذكية، بما في ذلك إعادة التدوير الآلية، بحيث يحتوي المبنى على “شبكة ديناميكية من حلقات التغذية الراجعة التي تتميز بالمواد الذكية، وأجهزة الاستشعار، وتبادل البيانات، والأنظمة الآلية التي تندمج معًا، وتعمل افتراضيًا كجهاز عصبي صناعي وعالي الحساسية”.

سيتألف مبنى المستقبل من ثلاثة أنواع من الطبقات، ولكل منها أعمار مختلفة، الأولى هي طبقة دائمة في الأسفل، تليها الطبقة الثانية وهي طبقة تتراوح أعمارها بين 10 و20 عاماً، وتتضمن الواجهات والجدران الأساسية، والتشطيبات، أو المعدات الميكانيكية على الأرض، وطبقة ثالثة قادرة على استيعاب التغيرات السريعة، مثل المعدات الجديدة لتكنولوجيا المعلومات.

وبناء المستقبل حسبما يصفه محمود طاهر الرئيس التنفيذي لمجموعة النيل والأهرام العقارية، هو في الواقع أكثر حداثة من بين كل المباني الأخرى ويتألف بالكامل من وحدات معيارية، ومصمم بحيث يمكن تحريكه من مكان إلى آخر باستخدام الروبوتات.