*محمود طاهر يكتب: العاصمة الإدارية بطل التجربة المصرية في المنتدى الحضرى العالمي

الأربعاء، 16 أكتوبر 2024 11:51 ص
محمود طاهر

محمود طاهر

share

المشاركة عبر

أسابيع قليلة تفصلنا عن حدث عالمي مهم على أرض مصر، حيث تستضيف القاهرة فعاليات الدورة الثانية عشر للمنتدي الحضري العالمي " WUF12" والذي تنظمه وزارتى الإسكان والتنمية المحلية بالتعاون مع  برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية " هابيتات"، أكثر من 20 ألف مشاركا من عند دول يمثلون جهات حكومية وقادة أعمال ومفكرين وخبراء وممثلي المجتمع المدني المعني بقضايا التنمية العمرانية بمفهومها الشامل، كلهم سيجتمعون في القاهرة لمناقشة التحديات الجديدة للتنمية المستدامة والإسكان والبني التحتية في الدول والاشكاليات الناتجة عن التحضر السريع والتغيرات المناخية وتأثيراتها على المدن، إضافة إلى القضايا الاجتماعية مثل الحد من الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية.

البعض يتساءل لماذا كل هذا، وأنا كمواطن ما الذي أجنيه من ذلك؟! .. الأمر ببساطة يعود إلى ما أعلنته دراسات الأمم المتحدة بأن المدن الحضرية يعيش فيها أكثر من 50% من سكان العالم ومتوقع أن يرتفع هذا العدد ل 70% بحلول 2050 بسبب الانتقال من الريف إلى المدن، وهذا يطرح سؤال كبير: هل تلك المدن جاهزة للتوسع الحضري السريع، وهل بنيتها التحتية والخدمات فيها جاهزة لاستقبال هؤلاء الوافدين الجدد، وهل يتحقق لهم نفس القدر من المساواة في الحصول على الحدود الدنيا من الحياة الكريمة واللائقة، أم تظهر معها العشوائيات والاحياء الفقرة منعدمة الخدمات؟.. دعني أذكرك بحال القاهرة قبل عشرون عامًا وهي مسافة ليست بعيدة، حركة انتقال للسكان غير مدروسة من الريف إلى الحضر ساعدت على انتشار العشوائيات بأطراف العاصمة، البناء على الأراضي الزراعية في وقت لم تكن لدي الدولة خطة واضحة للتنمية العمرانية لاستيعاب الزيادات السكانية، تضمن توفير مناطق لإقامة المشروعات السكنية وتوصيل المرافق الأساسية من صرف صحي ومياه نقية صالحة للشرب، ومد شبكات من الطرق لمنع حالة الاختناق المروري داخل العاصمة، أو في العواصم الرئيسية للمحافظات، وهذا كله أدي لمزيد من انتشار الفقر وانعدام المساوة.

ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسى قيادة البلاد في عام 2013 وتم الإعلان عن خطة متكاملة للتنمية العمرانية الشاملة بالتعاون مع "هابيتات" والإعلان عن إطلاق عاصمة إدارية جديدة للبلاد وأكثر من 40 مدينة جديدة من الجيل الرابع.. وضخ استثمارات في إعادة بناء شبكات الطرق والمواصلات مثل مشروعات شبكات المترو والقطار الكهربائي والقطار السريع والكباري التي ربطت شرق القاهرة بغربها و ساهمت في تيسير حركة الانتقال داخلها، وإطلاق المدن الجديدة على مستوي مصر كلها في بداية من دمياط والمنصورة الجديدة حتي أسوان الجديدة كلها امتدادات عمرانية مدروسة ومخططة لاستيعاب الزيادات السكانية المستقبلية وبالتالي وقف البناء العشوائي على الأراضي الزراعية،  هذا كله إلى جانب الدور الجبار في التعامل مع ملف العشوائيات والمناطق الخطرة حتى وصلنا إلى اعلان مصر خالية من المناطق الخطرة والعشوائيات.

بالتأكيد كل ما سبق له تكلفته المادية والضغط على الموازنة العامة، ولكن هل تتساوي تلك التكلفة مع تداعيات التوسع الحضري غير المخطط، .. نحن نقترب من 120 مليون نسمة وخلال سنوات قليلة سنصل إلى 200 مليون نسمة.. هل يمكن أن تفكر للحظة واحدة كيف سيكون الوضع إذا لم نتحرك سريعا في هذا الملف؟ كيف ستكون الحركة المرورية داخل القاهرة اذا لم يتم إقامة الكباري، وإذا لم يتم تدشين العاصمة الإدارية الجديدة كامتداد عمراني جديد؟ نحن لدينا تجربة عمرانية متميزة تطابق تماما ما تدعو إليه الأمم المتحدة للتنمية البشرية وأهداف التنمية المستدامة.. مصر لديها ما تعرضه وتفتخر بنجاحه في هذا الحدث الدولي الكبير.

*أمين صندوق جمعية مطورى القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية، عضو اتحاد الصناعات المصري.