مصر تكشف عن وثائق "سرية للغاية" لما جرى فى الدفرسوار بحرب أكتوبر

الثلاثاء، 20 فبراير 2024 01:43 م
فرحة انتصار جندى مصرى بحرب أكتوبر 1973

فرحة انتصار جندى مصرى بحرب أكتوبر 1973

share

المشاركة عبر

نشرت وزارة الدفاع المصرية وثائق نادرة “معنونة بـ سرية للغاية”، بخط يد قادة الجيش المصرى عن خطط الهجمات وإدارة الحرب وتحطيم خط بارليف والقضاء على ثغرة الدفرسوار، وتفاصيل العملية "جرانيت 2" المُعدلة، والتي تم دمجها مع خطة "المآذن العالية" لتشكل "العملية بدر"، وهو الاسم العسكري داخل القوات المسلحة لحرب أكتوبر 1973 التى انتهت بانتصار مصرى وتوقيع مصر وإسرائيل اتفاقية سلام بوساطة أميركية في أواخر سبعينيات القرن الماضي.

ومن المعروف أن سرد حقيقة ما حدث فى الدفرسوار يختلف تماما على كل جانب، لتأتى تلك الوثائق ذات توقيت النشر الحساس بتفاصيل ومحادثات عمليتي "شامل" و"شامل المعدلة"، وهو الاسم العسكري لعملية القضاء على ثغرة "الدفرسوار"، التي أدت إلى وصول قوات إسرائيلية إلى الساحل الغربي لقناة السويس أثناء الحرب.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي تنشر فيها مصر وثائق وكتابات رسمية عن حرب أكتوبر 1973، مكتوبة بخط يد مسؤولين كبار عن الحرب وإدارتها بالتفاصيل، مثل "تصفية الثغرة"، وتحطيم "الساتر الترابي" (خط بارليف).

وكشف أحد أعضاء لجنة فحص الوثائق بوزارة الدفاع المصرية عن أن "أهم الوثائق التي تم الكشف عنها هي الوثائق التي تتعلق بالثغرة، والتي أحدثتها إسرائيل في مرحلتها الأولى"، وشهدت معارك ضارية وخسائر كبيرة من الجانبين، ولكن خسائر الجانب الإسرائيلي كانت أكبر، وفق تقارير غربية، لتتمكن مصر من سد أكبر قدر من الجيب العسكري.


ومصطلح "ثغرة الدفرسوار" يشير إلى منطقة بمحافظة الإسماعيلية مطلة على قناة السويس، وكانت بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين امتداداً للضفة الشرقية للقناة، حيث تمكن الجيش الإسرائيلي، قبيل نهاية الحرب ليلة 16 أكتوبر عام 1973، من السيطرة عليها.

فيما تتضمن الوثائق عشرات الخرائط والملاحظات، وتفريغ رسائل الهاتف اللاسلكي، والمحادثات بين القادة، ومعلومات دقيقة بشأن خطة "الخداع الاستراتيجي" لحرب أكتوبر، إلى جانب التنسيق مع الجبهة السورية، ودور الإعلام العسكري في حرب 1973، والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية ودورها.


قال اللواء محمد الغباري، عضو اللجنة المصرية المكلّفة بمراجعة وثائق حرب السادس من أكتوبر إن "ما تم نشره هو توثيق لما حدث في غرفة عمليات القوات المسلحة التي كان يقودها المشير الجمسي (وزير الحربية المصري الأسبق) أيام الحرب، ويرد على الأكاذيب الإسرائيلية بشأن الحرب، خاصة تضخيم ما حدث في الدفرسوار". وفق ما نقلت وكالة "أنباء العالم العربي".

كما أضاف أن إسرائيل أطلقت في الآونة الأخيرة موقعا حول حرب أكتوبر نشر نحو 1500 وثيقة كلها تدور حول ما حدث في الدفرسوار، معتبرا أنها "محاولة لتضخيم ما جرى واختزال الحرب كلها في تلك الثغرة فقط". وقال "هذه الوثائق ترد على الادعاءات الإسرائيلية وتكشف الحقيقة، داحضة مزاعم تل أبيب بالأدلة القاطعة".

يذكر أن نشر تلك الوثائق الحساسة يتزامن مع توتر العلاقات بين القاهرة وتل أبيب أخيراً، بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية عزمها القيام بعملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية بهدف ملاحقة مقاتلي حركة "حماس"، واستعادة أسرى إسرائيليين، وهو ما حذّرت منه القاهرة مرارا، معتبرة أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح ستشكل تهديداً مباشراً لأمن مصر القومي.