المستثمرون يتخلون عن الأسهم الأميركية بحثًا عن ملاذ آمن

الأربعاء، 12 مارس 2025 10:53 ص
بورصة وول ستريت

بورصة وول ستريت

share

المشاركة عبر

يهرب المتداولون بحثاً عن ملاذ آمن، وهم يتأملون كيف قد يتكشف انهيار الأسواق الأميركية، وقد اتجه البعض منهم للتخلي عن الأسهم الأميركية لصالح نظيراتها الصينية، وآخرون اشتروا الين الياباني واليورو.

شكل البيع المستمر في الأسهم الأميركية حالة فرار جماعي الإثنين، مع انتشار القلق من الركود الاقتصادي عبر "وول ستريت"، وزاد الاقتناع المتزايد بأن التفوق الأميركي قد تبدد، ما أدى إلى تدافع نحو الين الياباني والسندات الحكومية الأسترالية واليوان الصيني في الأسواق الخارجية.

لقد كان تحولاً مدهشاً في الأحداث بالنسبة للمستثمرين الذين اعتادوا على سنوات من المكاسب لعمالقة شركات التكنولوجيا والدولار الصاعد بقوة.

ويؤكد الهبوط بمقدار 1.1 تريليون دولار في "مؤشر ناسداك 100" الإثنين، كيف أن سياسات الرئيس دونالد ترمب القائمة على شعار "أميركا أولاً" قد دفعت، بشكل غير متوقع، إلى التحول بعيداً عن الأصول الأميركية. قفز اليورو حوالي 7% من أدنى مستوى له في فبراير الحالي، بينما ارتفع مؤشر للأسهم الصينية في بورصة هونغ كونغ 20% العام الجاري.


انخفض مقياس بلومبرج للدولار في تداولات أمس في آسيا، بينما استمرت السندات في تحقيق المكاسب مع ازدياد قناعة المستثمرين بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ربما يضطر لاستئناف خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد.


في أوروبا، اضطر المستثمرون الذين كانوا يراهنون على هبوط اليورو إلى تغيير موقفهم بعد أن حفزت خطة الإنفاق الدفاعي التاريخية لألمانيا توقعات صعود العملة الموحدة.


لقد كان التحول واضحاً في الأسهم، إذ غذت المخاوف المتزايدة من تباطؤ النمو هبوطاً 3.8% في "مؤشر ناسداك 100"، في أكبر انخفاض يومي منذ 2022. بينما ارتفعت العقود المستقبلية لمؤشر "ناسداك" في آسيا.

تعزز البيانات الاقتصادية هذه المخاوف: ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.1% في فبراير المنصرم، بينما انخفض إنفاق المستهلكين بأكبر وتيرة له في ما يقرب من 4 سنوات في يناير الماضي.

كما أن تصريحات ترامب بأن الولايات المتحدة الأميركية قد تشهد "فترة انتقالية" وتعليقات سكوت بيسنت، وزير الخزانة، بأن هناك "فترة تطهير"، قد تكون أيضاً من العوامل التي تشجع المتداولين على تقليل الاستثمار في الأسواق الأميركية.

بدأ الخبراء الاستراتيجيون ومديرو الاستثمار بإعادة تصميم خططهم الاستثمارية.

خفض بنك "سيتي جروب" تصنيف الأسهم الأميركية من توصية بالشراء إلى الاحتفاظ من دون تعديل، بينما رفعت في الوقت نفسه أسهم الصين إلى توصية بالشراء. تفضل إدارة الاستثمارات في بنك "مورجان ستانلي" الشركات والدول في جنوب شرق آسيا، بينما يفضل كل من "تي. روو برايس جروب") و"أبردين إنفستمنتس" الأسهم الأوروبية.


ارتفع مؤشر يضم سبع شركات تكنولوجية عملاقة في الصين، بما في ذلك "مجموعة علي بابا القابضة" و"تينسنت هولدينجز"، بأكثر من 30% العام الحالي، بينما فقد مؤشر يراقب أسهم "العظماء السبعة" 15%.