العريان: التعريفات الجمركية الأمريكية تهدد هيمنتها الاقتصادية على العالم

حذر الخبير الاقتصادي العالمي، محمد العريان، من أن سياسات التعريفات الجمركية التي تتبعها الولايات المتحدة قد تحقق مكاسب قصيرة الأجل لكنها قد تضر بقدرتها الاقتصادية لأمريكا على المدى الطويل.

وقال العريان في تدوينة على منصة "إكس" إنه بالنظر إلى القوة النسبية للولايات المتحدة والضعف النسبي للعديد من البلدان الأخرى فإن هذا النهج يحقق مكاسب لأميركا على المدى القصير. لكن السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت هذه المكاسب فورية أم بعد محاولة البلدان الأخرى مقاومة الرسوم والفشل.

وأضاف أن هذه التوقعات على المدى الطويل أقل ملاءمة للولايات المتحدة إذا تحولت التعريفات إلى "لعبة متكررة". وكلما زاد لجوئها إلى التعريفات، زادت قوة الحافز لدى البلدان الأخرى لتقليل اعتمادها الاقتصادي والمالي على الولايات المتحدة وتسريع تفتيت نظام اقتصادي دولي خدم أميركا تاريخياً بشكل جيد.

وأوضح العريان أن استخدام التجارة كسلاح يحقق مكاسب فورية للولايات المتحدة، لكنه على المدى الطويل يخاطر بتقويض مكانة أميركا المركزية في الاقتصاد العالمي مع تشجيع البلدان الأخرى على البحث عن أنظمة بديلة تتجاوزها.

كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا أمس السبت بفرض رسوم جمركية كبيرة على كندا والمكسيك والصين، وطالبهم بوقف تدفق عقار الفنتانيل والمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة.

وللرد تعهدت المكسيك وكندا، أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، على الفور بفرض رسوم جمركية مضادة، في حين قالت الصين إنها ستطعن على قرار ترامب أمام منظمة التجارة العالمية وستتخذ "تدابير مضادة" أخرى.

فرض ترامب رسوما جمركية بنسبة 25% على الواردات المكسيكية والكندية باستثناء واردات الطاقة الكندية التي ستفرض عليها رسوم بنسبة 10%، ورسوم بنسبة 10% على السلع القادمة من الصين، و10% على منتجات الطاقة من كندا، في حين تواجه واردات الطاقة المكسيكية الرسوم الجمركية الكاملة البالغة 25%، اعتبارا من يوم الثلاثاء.

وتعهد ترامب بالإبقاء على الرسوم الجمركية حتى انتهاء ما وصفها بأنها حالة طوارئ وطنية بسبب الفنتانيل، وهي مادة مخدرة قاتلة من مشتقات الأفيون، والهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.