مارك جونجلوف يكتب: ماسك يدعم حملةً رئاسية تهدد مستقبل شركته "تسلا"

السبت، 20 يوليو 2024 01:08 م
دونالد ترامب وإيلون ماسك

دونالد ترامب وإيلون ماسك

share

المشاركة عبر

تحدث مارك جونجلوف عن دعم رجل الأعمال والملياردير الأمريكى الذى يتربع على عرش أغنى أغنياء العالم، إيلون ماسك لحملة دونالد ترامب الرئاسية، وكيف يهدد هذا الدعم مستقبل شركته "تسلا"، وقال..

تخيل أنك واحد من أغنى الأشخاص في العالم والرئيس التنفيذي لواحدة من أكبر شركات صناعة السيارات الكهربائية في العالم. إنه عام الانتخابات، والمرشحان لمنصب الرئيس ونائبه لدى أحد الحزبين الرئيسيين في بلدك يعبران بشكل روتيني عن عداء عميق للسيارات الكهربائية (والقوارب، ولكن أيضاً لأسماك القرش؟) ويتعهدان بإنهاء أي خدمات حكومية لصناعتك.

بطبيعة الحال، باعتبارك رئيساً تنفيذياً ذكياً، ستخصص بعضاً من ثروتك للتأكد من هزيمة المرشح المذكور ونائبه في صناديق الاقتراع، وبالتالي حماية امتياز سيارتك الكهربائية وقدرتك على الاستمرار في كونك ثرياً بشكل غير معقول.

لكن على الأرجح أنت لست إيلون ماسك. إذ أيد الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" حملة دونالد ترمب ليصبح رئيساً للولايات المتحدة مرة أخرى، وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه يخطط لتخصيص 45 مليون دولار شهرياً لهذا الغرض.

نفى ماسك التقرير. نوعاً ما. في الواقع، نشر صورة لحيوانات ظبي بجسد بشري مكتوب عليها "ظباء زائفة". وبعد ذلك كتب "نعم" رداً على شخص آخر رأى في منشور أن "إيلون ماسك تحول من ناخبٍ للرئيس السابق باراك أوباما إلى التعهد بمبلغ 180 مليون دولار لانتخاب دونالد ترمب". لذا فإن تخمينك قد يكون بمثل صحة تخميني.

انتقاد ترمب للسيارات الكهربائية
على أي حال، ليست كل الأشياء الصغيرة التي يغرد بها إيلون ماسك أو يقولها تتحقق دائماً (انظروا الى التاكسي الآلي القادم، وتأمين التمويل، وما إلى ذلك). الشيء المهم هو أن ماسك أوضح أنه يريد أن يفوز ترمب والمرشح الذي اختاره لمنصب نائب الرئيس، السيناتور جيه دي فانس، من ولاية أوهايو، بالسباق إلى البيت الأبيض في نوفمبر.

هذا غريب. لأن هذا هو ترمب نفسه الذي انتقد مراراً وتكراراً السيارات الكهربائية وسياسات الرئيس الأميركي جو بايدن لتعزيز تصنيع ومبيعات السيارات الكهربائية. ادعى ترمب، بشكل غير صحيح، أن سياسات بايدن ستقضي على "مئات الآلاف" من الوظائف في أميركا "إلى الأبد". إذا جمعنا  الكلمات التي تعبر عن أفكاره حول السيارات الكهربائية، فستتضمن عبارات مثل"مذبحة"،"سخيف"،"جنون"،"بلطجية"،"يتعفن في الجحيم"، وبعض المصطلحات العنيفة التي من الأفضل عدم التعبير عنها نظراً للأحداث الإخبارية الأخيرة.

لكن الأمر يذهب إلى ما هو أبعد من الخطابة. خلال فترة ولاية ترمب الأولى، هاجم الإعفاءات الضريبية للمركبات الكهربائية ومعايير انبعاثات السيارات. مشروع 2025، وهو مخطط مفترض لرئاسة ترمب الثانية كتبته "هاريتيدج فاونديشن" (Heritage Foundation) -بمساعدة 140 مسؤولاً سابقاً في إدارة ترمب، بما في ذلك العديد من الوزراء- سيستأنف هذا الهجوم على جبهات أوسع.

نكسة لمسيرة التحول الطاقي
سيؤدي ذلك إلى إلغاء قدرة كاليفورنيا على تحديد معايير الانبعاثات الخاصة بها، وهي الرافعة التي دفعت قطاع السيارات بأكمله نحو التصنيع الكهربائي. ومن شأنه أن يلغي قانون بايدن للحد من التضخم وحوافز السيارات الكهربائية.

إنه يريد عرقلة قدرة وكالة حماية البيئة الأميركية على تنظيم الانبعاثات، وعكس معايير بايدن للاقتصاد في استهلاك الوقود التي تهدف إلى نقل قطاع صناعة السيارات نحو تصنيع المركبات الكهربائية.

في غضون ذلك، قدم فانس مشروع قانون لن يلغي فقط الإعفاء الضريبي الذي منحه بايدن بقيمة 7500 دولار للمركبات الكهربائية المؤهلة، بل سيستبدله بإعفاء ضريبي قدره 7500 دولار لشراء سيارة تعمل بالوقود أميركية الصنع.

لذا، دعونا نلخص ما يلي: قبل شهر، أهدى مساهمو شركة "تسلا" ماسك حزمة رواتب بقيمة 56 مليار دولار. ثم أيد ترمب وفانس، ويقال إنه يخطط لاستخدام بعض ثروته السخية في "تسلا" للمساعدة في انتخابهما. وبعد ذلك سيفعلون كل ما في وسعهم لإيذاء… "تسلا"؟

بمَ يفكر ماسك؟
لماذا يفعل ماسك هذا؟ من الصعب التكهن بما يدور في رأسه. ربما رأى منافسة السيارات الكهربائية تلحق بالركب وقرر رمي هؤلاء المنافسين للذئاب بينما يصبح قطباً في مجال الروبوتات أو صانع ملوك على نمط بيتر ثيل بدلاً من ذلك.

بايدن رفض ذكر اسم"تسلا" لفترة، لذا هناك نوع من العداوة بين الطرفين. ومع ذلك، فإن 180 مليون دولار تُعتبر تكلفة باهظة للانتقام، حتى بالنسبة لماسك.

المهم هنا هو أن هذا يبدو وكأن مسيرة التحول إلى الطاقة النظيفة فقدت صديقاً آخر في وقت حرج ينبغي فيه أن تركز كل طاقات العالم عليها. بناءً على استطلاعات الرأي الحالية، يبدو من شبه المؤكد أن ترمب وفانس سيدخلان البيت الأبيض، وربما مع سيطرة الجمهوريين الكاملة على الحكومة الأميركية، حيث سيحاولان تفكيك ليس فقط سوق السيارات الكهربائية، ولكن كل ما فعله بايدن خلال 4 سنوات لمحاربة تغير المناخ. تراجع حزب العمال عن طموحاته الخضراء قبيل توليه السلطة في المملكة المتحدة. كذلك تخطط ألمانيا لخفض دعمها للطاقة الخضراء.

بالطبع، هناك نسخة أكثر تفاؤلاً لهذه القصة. ربما استشعر ماسك تغير الرياح السياسية وقرر أن يتودد لترمب على أمل التأثير على إدارته الثانية. من المؤكد أن ترمب قال أشياء أكثر لطفاً عن السيارات الكهربائية في الأشهر الأخيرة، بل وصف نفسه بأنه "معجب كبير" بها. في هذه الأثناء، كراهية فانس للطاقة النظيفة ليست مبنية على جذور عميقة. قبل 4 سنوات فقط، كان يدعم الطاقة الشمسية وحل مشكلة المناخ، حتى أدرك ربما أن هذه الأفكار قد تضر بمسيرته السياسية.

مناعة سوق السيارات الكهربائية
بغض النظر عما يفعله ترمب، فإن سوق السيارات الكهربائية قد اكتسبت على الأرجح زخماً كافياً للاستمرار، خصوصاً في الخارج، حيث سيظل المستهلكون يتمتعون بإمكانية الوصول إلى السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة دون الحاجة لدفع رسوم جمركية بنسبة 100%. إن الجهاز المناعي لمسيرة التحول إلى الطاقة النظيفة أصبح اليوم أقوى قليلاً مما كان عليه في المرة الأخيرة التي هاجمه فيها ترمب.

مع ذلك، وكما كتب زميلي في "بلومبرغ أوبينيون" ليام دينينغ، فإن التحول نحو الطاقة النظيفة لا يزال في مراحله الأولية، ولا يستطيع الازدهار بدون بعض الدعم الحكومي.

بعد 13 شهراً من الأشهر الأكثر حرارة في تاريخ البشرية، ومع الهدف الطموح لاتفاقية باريس للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية الذي أصبح بعيد المنال بسرعة، لا يمكننا حقاً تحمل ترك صحة هذا التحول موضع شك، بحسب بلومبرج.