كيف دفعت الحرب والمقاطعة المنتجات المصرية لتحقيق أرباح خيالية؟

الأحد، 05 نوفمبر 2023 10:54 ص
صنع فى مصر

صنع فى مصر

share

المشاركة عبر

انتشرت عدة دعوات بين المصريين لمقاطعة منتجات الدول الداعمة لإسرائيل على خلفية الحرب في غزة، ولم تقف حدود المقاطعة على المنتجات الداعمة للكيان بل سلكت طريقاً لم يكن متوقعً وهو دعم المنتجات المحلية المصرية، والتي اتجهت لزيادة المبيعات وطرح منتجات جديدة وتأسيس خطوط إنتاج لتلبية الطلب المتزايد الذي ارتفع بمعدلات تصل إلى 40%.

وفي الوقت الذي تتفاقم فيه حرب إسرائيل في غزة، ساندت العديد من العلامات الأجنبية التجارية الشهيرة التي تعمل بنظام الفرانشايز، في انتشار حملات مقاطعة منتجات تلك العلامات الداعمة لإسرائيل.


على رأس قائمة المستفيدين من حملات المقاطعة كانت شركة "سبيرو سباتس" لصناعة المشروبات الغازية، وهي شركة مصرية بنسبة 100%، حيث لاقت رواجاً كبيراً خلال الأيام القليلة الماضية على صفحات التواصل الاجتماعي بمصر، وفاق حجم الطلب الحالي قدراتها التصنيعية، بحسب ما قال يوسف طلعت، المدير التجاري والإداري في الشركة.

وتوقع المدير التجاري والإداري لشركة سبيرو سباتس، في حديثه لـ"الشرق" استمرار الزخم على شراء منتجات شركة "سبيرو سباتس" خلال الثلاثة أشهر المقبلة، لا سيما بعد ارتفاع المبيعات بنحو 350% لتُنتج الشركة حالياً حوالي 150 ألف باكت يومياً وهو الحد الأقصى للطاقة الإنتاجية لمصنعهم.

لتلبية الطلب القياسي المتزايد على منتجات سبير سباتس، تعمل الشركة حالياً 24 ساعة عبر 3 ورديات عمل على مدار اليوم بدلاً من وردية واحدة متقطعة في السابق، بحسب المدير التجاري الذي أشار إلى إنه تم التوسع في شبكة التوزيع لتتواجد حالياً فى نحو 25 محافظة مقابل 18 قبل حرب إسرائيل على غزة، كما تتجه الشركة لإضافة منتجات جديدة، قبل نهاية العام الجاري أو خلال الربع الأول من 2024 بتمويل ذاتي، حتى تحقق رغبة المستهلك المصري في الحصول على بديل مصري.

ونزولاً على رغبة المواطن المصرى الذى يمثل قوة شرائية لا يستهان بها، جاءت ردود أفعال الوكلاء المصريين للعلامات التجارية الأجنبية للتنصل من دعم دول المنشأ لحرب إسرائيل على غزة، حيث قام بعض الوكلاء بإعلان دعمهم للقضية الفلسطينية والتبرع لها، ولكن رد الفعل الأهم هو إعلان شركة فانتدج ايجيبت الوكيل الحصري لشركة بابا جونز بيتزا بمصر بتوقفها التام عن سداد حق الانتفاع لشركة "بابا جونز" العالمية وذلك بداية من شهر أكتوبر 2023 لتفادي أي شكوك بالمشاركة بأي صورة ممكنة في الحرب الدائرة التي تحدث في قطاع غزة ضد الفلسطينيين، وفق بيان الشركة.

لم تكتفِ حملات المقاطعة المشروبات الغازية فقط، بل طالت منتجات البسكويت والشيكولاتة، إذ نمت مبيعات بسكويت الشمعدان خلال أكتوبر بنحو 20%، وفقاً لمصدر بمجلس إدارة شركة الشمعدان للصناعات الغذائية، وهى شركة مصرية منتجة للبسكويت والشيكولاتة.

المصدر قال لـ"الشرق": "منتجات الشركة تتجاوز 50 نوعاً من البسكويت والشيكولاتة، ولكن رصدنا زيادة كبيرة في الطلب على 10 منتجات على الأقل".

نقطة أخرى يشير إليها المصدر، وهي توسع الشركة في مراكز البيع، التي بلغت 50 مركز بيعٍ لتغطية السوق المحلي، إلى جانب تصدير جزء من إنتاجها للدول العربية والأفريقية المجاورة، "عامل أخر سيؤدي إلى استمرارية نمو الشركة، وهي الفروق السعرية لصالح منتجات الشركة، مقارنة بالعلامات الأجنبية، إضافة إلى التوسع في مراكز البيع لتصل إلى 50 مركز بيع لتغطية السوق المحلي".

"هناك تراجع في الطلب على منتجات العلامات التجارية الأجنبية في قطاع المياه الغازية بحوالي 10%، وهذا رقم ضخم مقارنة بحجم المبيعات اليومية"، وفق موزع خارجي وأحد مسؤولي مبيعات شركة تعبئة مياة غازية تتبع علامة تجارية أجنبية.

وقال منير مسعود، رئيس شركة مصر كافية إن هناك زيادة في الإقبال علي شراء منتجات الشركة من جانب كل الموردين، متوقعاً استمرار هذه الزيادات إلي انتهاء الحرب، مشيراً إلي أنه في حالة استمرار الزيادة علي الطلب علي منتج الشركة سيتم اتخاذ قرار بزيادة الإنتاج لكن في الوقت الراهن يصعب تحديد نسبة هذه الزيادة.

وعن باقي المنتجات التي استهدفتها حملات المقاطعة قال موزعان مستقلان للبضائع في القاهرة الكبرى وسيناء، هناك تراجع في الطلب بحوالي 30% فيما يخص العلامات التجارية الأجنبية للشاي والقهوة، ولكن الخسارة الأكبر نلاحظها في منتجات الألبان، وخاصة الزبادي لمدة صلاحيتها المحدودة وضرورة سرعة تداولها.

قال عادل ناصر، صاحب الشركة المنتجة لعدد من منتجات الشاي منها "كراون"، والذي يعد من المنتجات المنافسة لعلامة شاي أجنبية شهيرة، إن تحديد تأثير المقاطعة سيظهر مع عودة حركة الاستيراد بالكامل كما كانت عليه من قبل.

حملات المقاطعة رفعت مبيعات منتجات شركة "فريدال" للمنظفات والعطور المصرية 40% خلال الأيام الماضية نتيجة دعوات المقاطعة للمنتجات الأجنبية المنافسة، بحسب المهندس طارق أبو بكر، رئيس الشركة، الذي قال لـ"الشرق" إن الإنتاج الشهري من منتجات فريدة كان يبلغ نحو 4 ملايين عبوة، ليقترب خلال شهر أكتوبر من 6 ملايين عبوة، ولفت إلى أنه سيتم زيادة 3 خطوط إنتاج إلى الطاقة الإنتاجية الحالية لتلبية الطلب المتزايد بالسوق.

ولا تتوقف الصفحات الداعمة للمنتجات المصرية على مواقع التواصل الاجتماعى فى الترويج لأى منتج يتم التأكد من وطنيته 100%، حتى أن بعض المستخدمين بدأو فى الترويج لمنتجات مملوكة للدولة كانت مصتانعها قد بدأت فى الانحصار والتلاشى مثل منتجات شركة قها.