حقيبة من "ديور" تهز الأوساط السياسية فى كوريا الجنوبية

السبت، 10 فبراير 2024 10:46 ص
حقيبة ديور

حقيبة ديور

share

المشاركة عبر

تراجع الدعم الشعبي لرئيس كوريا الجنوبية "يون سوك يول" بسبب حقيبة يد فاخرة تلقتها زوجته كهدية، لكن الامر لا يتعلق بالحقيبة بل بالسيدة الأولى التي تتدخل بصورة ملحوظة في الشؤون الرئاسية وحملة يون الانتخابية، فيما يخالف التقاليد المعمول بها. 

وقال يون في أول تعليقاته العلنية على الحادثة بأن تقديم حقيبة راقية كان “حيلة سياسية”، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية بُثت الأربعاء الماضي.

كانت واقعة ديور بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير، فقد بث مقطع فيديو مسجل سراً تظهر فيه السيدة الأولى للبلاد كيم كيون هي لدى إهدائها حقيبة يد فاخرة، قبل شهور من الانتخابات الحاسمة في البلاد.

وتعود تفاصيل الواقعة لقيام القس تشوي جاي يونغ، الذي سعى إلى التخفيف من موقف الرئيس المتشدد تجاه كوريا الشمالية، فى أواخر 2022. بشراء حقيبة يد من "كريستيان ديور" مقابل 3 ملايين وون (2200 دولار). 

وصور مقطع الفيديو باستخدام كاميرا خفية داخل ساعة يد، تظهر دخول القس تشوي بعد ذلك إلى ما يبدو أنه مكتب شركة تخطيط تديرها كيم وقدم لها حقيبة تسوق تحتوي على حقيبة يد “ديور”.

ويبين التسجيل تمرير كيم الحقيبة لها وهي تقول: "لماذا تواصل إحضار هذه الأشياء"، ثم أخبرته ألا يفعل ذلك، مضيفة "لا تشترِ شيئاً باهظاً من هذا القبيل"، وذلك بينما كانا ينهيان المحادثة. عُرض الفيديو بعد مرور سنة على موقع إلكتروني سياسي ذي ميول يسارية؛ حيث غالباً ما تكون له آراء معارضة لسياسات يون. انتشر الفيديو على نطاق أوسع إعلامياً خلال يناير الماضي.

وتُحيي هذه الواقعة ذكريات فضائح "الدفع مقابل اللعب" السابقة حيث استخدم أشخاص وصولهم للسلطة من أجل تحقيق مكاسب مادية لأنفسهم. أثارت أيضاً جدلاً حول ما إذا كانت كيم تسببت في دعاية سيئة لنفسها، أو أنها مستهدفة نظراً لبروز دورها باعتبارها سيدة كوريا الجنوبية الأولى. 

وبحسب الشرق بلومبرج، فقد كانت كيم تُدير شركة معارض فنية عندما التقت يون وتزوجا خلال 2012، بحسب وسائل إعلام محلية. كانت من أشد المؤيدين لإنهاء استهلاك لحوم الكلاب بالبلاد. وأقر البرلمان في تصويت نادر بالإجماع يناير الماضي قانوناً يمنع تربية وذبح الكلاب وبيع لحومها للاستهلاك. على غرار العديد من السيدات الأوائل، حاولت كيم الترويج للثقافة الكورية الجنوبية في الخارج. وخلال رحلاتها الخارجية، حاولت كيم أيضاً إظهار الدعم لجهود مكافحة الفقر.

أوضح يون خلال المقابلة أن المشكلة ناجمة عن عدم قدرة زوجته على قطع العلاقات مع القس، مضيفاً أنه "سيكون من المهم وضع معايير أوضح لضمان عدم تكرار حوادث من هذا القبيل".


جدير بالذكر أن المشهد السياسي في كوريا الجنوبية يزخر بأقارب الرؤساء والمشرعين والوزراء السابقين الذين جرى سجنهم أو التحقيق معهم أو اتهامهم في قضايا كسب غير مشروع. 

وقدانتحر الرئيس السابق روه مو هيون بعد أن غادر منصبه، وكان يتفاخر بأن إدارته خلال 2003-2008 كانت الأكثر نزاهة بتاريخ كوريا الجنوبية. وخضعت زوجته للتحقيق في ذلك الوقت بزعم تلقيها أموالاً لسداد ديون عائلية من رجل أعمال اتُّهم بالتهرب الضريبي وممارسة التداول وفق معلومات داخلية للشركات اطلع عليها.

كما أُدين لي ميونغ باك، الذي بات رئيساً للبلاد بعد روه، في قضايا فساد بعد رحليه عن منصبه. وقامت القضية على نتائج تحقيق طال شركة قطع غيار السيارات التابعة لشقيقه، والذي زعم المدعون أن لي استخدمها كوسيلة لزيادة ثروته الخاصة.