محمد سلماوى يكتب: مبادرة السيسى وتيارات الأنهار

الجمعة، 09 فبراير 2024 01:06 م
الرئيس عبدالفتاح السيسى

الرئيس عبدالفتاح السيسى

share

المشاركة عبر

تحدث الأديب المصرى محمد سلماوى، مقالا عن الدور المصرى والكلمة المصرية المسموعة فى المنطقة، وقال..

 كتبت فى نوفمبر الماضى أن أهم تطور فى القضية الفلسطينية على الصعيد السياسى هو ما طرحه الرئيس عبدالفتاح السيسى وقتها من مبادرة تنقل القضية فى حالة تطبيقها نقلة نوعية جديدة، حيث طالب الرئيس بالانتقال من الحديث الشفوى عن حل الدولتين إلى الاعتراف الفعلى بالدولة الفلسطينية، وذلك على حدود عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.

وطالب الرئيس المجتمع الدولى بمنح الدولة الفلسطينية العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، واليوم وبعد حوالى ثلاثة أشهر من العمل الدبلوماسى الدؤوب والمباحثات مع مختلف الأطراف، تطالعنا الأنباء بأن الولايات المتحدة تبحث جديًا الاعتراف الرسمى بالدولة الفلسطينية، فى الوقت الذى تصدر فيه المملكة العربية السعودية بيانًا يؤكد تعليقها أية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

مطالبًا الأمم المتحدة بمنح الدولة الفلسطينية العضوية الكاملة بالمنظمة الدولية، وكان الرئيس السيسى قد طرح مبادرته لأول مرة أثناء الزيارة التى قام بها رئيسا وزراء كل من إسبانيا وبلجيكا للقاهرة، وفى المؤتمر الذى عقده الرئيس معهما فى الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر الماضى أعرب الرئيس عن اعتقاده بأن مفاوضات التسوية قد استنفدت أغراضها، وأنه آن الأوان أن نتخذ خطوة عملية إلى الأمام بأن نعترف بالدولة الفلسطينية.

وقيامه بطرح هذه المبادرة المهمة فى المؤتمر الصحفى المشترك إنما يشير إلى أن هذا الطرح لم يكن مجرد خاطر طرأ للرئيس، وإنما موضوع تم بحثه فى المناقشات التى جرت خلال الزيارة، ومما يؤكد ذلك الموافقة التى أبداها الضيفان حول هذا الموضوع، والتى زاد عليها رئيس وزراء إسبانيا قائلًا، وهو على معبر رفح، إن الاتحاد الأوروبى إذا تأخر فى الاعتراف بالدولة الفلسطينية فإن بلاده ستعترف بها بشكل منفرد.

واليوم تتبلور مبادرة السيسى ويتسع مداها مكتسبة أبعادًا جديدة من خلال موقف كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهو ما يؤكد الدور المصرى المحورى فى القضية الفلسطينية، واستمرارية سياستها الداعمة للقضية، والتى قد لا تتخذ شكل الفرقعات الصدامية التى يطالب بها البعض، ولكنها كتيارات المياه العميقة هى التى تحدد اتجاهات البحار ومسارات الأنهار، بحسب المصرى اليوم.