"بلومبرج" العالم سيخسر تريليون دولار إذا امتدت الحرب لإسرائيل وإيران

الأحد، 22 أكتوبر 2023 09:51 ص
حرب إسرائيل والفلسطينيين

حرب إسرائيل والفلسطينيين

share

المشاركة عبر

قالت وكالة أنباء بلومبرج أن تصاعد أحداث الشرق الأوسط، سيفقد توقعات النمو العالمى للعام المقبل نقطة مئوية تصل إلى 1.7% على أسوأ تقدير، مع ارتفاع التضخم عالميًا إلى 6.7%، وبلوغ سعر برميل النفط الخام 150 دولارًا للبرميل، وذلك إذا احتدام الصراع لدرجة دخول إيران وإسرائيل بشكل مباشر فى حرب، وبوقوع الحرب المباشرة سيقتطع نحو تريليون دولار من الإنتاج العالمى.

وجاء فى التقرير أن الآمال فى شرق أوسط أكثر استقرارا أصبحت فى حالة يرثى لها، بعد أن ارتفع سقف التفاؤل فى السنوات الأخيرة وزادت التوقعات بأن المنطقة قد تشهد نهاية لعقود من الصراع، خاصة مع معاهدات السلام بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، لكن يبدو أن حرب روسيا وأوكرانيا، والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتوترات المتزايدة بشأن تايوان، أعادت الجغرافيا السياسية كمحرك للنتائج الاقتصادية والسوقية، بينما فى الشرق الأوسط لم تختف من الأساس.

وقالت الوكالة فى تقرير لها، الجمعة، أن هناك مخاوف من انضمام ميليشيات فى لبنان وسوريا للصراع القائم بين إسرائيل والفلسطينيين، ولفتت إلى أن أى تصعيد أكثر حدة قد يدفع إلى صراع مباشر مع دولة إيران، وأن ذلك قد يدفع أسعار النفط للارتفاع إلى 150 دولارًا للبرميل، وخفض النمو العالمى إلى 1.7%، ما يعنى ركودا يقتطع نحو تريليون دولار من الناتج العالمى، إلى جانب المأساة الإنسانية التى هى فى مقدمة الاهتمام، حيث إن الأغلبية العظمى من الضحايا مدنيون.

ووفقًا لوكالة بلومبرج، يمكن للصراع فى الشرق الأوسط أن يخلق هزات اقتصادية عبر العالم لأن المنطقة مورد حيوى للطاقة وممر شحن رئيسى، مشيرة إلى أنه فى سبعينيات القرن الماضى تسببت الحرب فى المنطقة فى خلق ركود تضخمى فى الدول الصناعية الكبرى لعدة سنوات.


وتعتمد كل هذه التأثيرات المحتملة على كيفية تطور الحرب خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، بينما درست بلومبرج إيكونوميكس التأثير المحتمل على النمو العالمى والتضخم فى ظل ثلاثة سيناريوهات.

وعايرت بلومبرج التأثير استنادًا إلى حرب غزة عام 2014، والحرب بين إسرائيل ولبنان عام 2006، وحرب الخليج فى الفترة من 1990 إلى 1991، وتأثير ذلك على التغير السنوى فى الناتج المحلى الإجمالى العالمى والتضخم لعام 2024.

وتوقع التقرير أنه فى حالة اقتصار الصراع بين طرفين فقط، بناء على أحداث عام 2014، سيكون تأثيره على أسعار النفط، والاقتصاد العالمى ضعيفا.

وأبدى تقرير بلومبرج تخوفه من فرض عقوبات أمريكية على النفط الإيرانى، بعد أن زادت طهران إنتاجها النفطى بما يصل إلى 700 ألف برميل يوميا هذا العام، وإذا اختفت تلك البراميل تحت الضغط الأمريكى، تقدر بلومبرج إيكونوميكس زيادة تتراوح بين 3 إلى 4 دولارات فى أسعار النفط.

وتوقعت أن يكون التأثير على الاقتصاد العالمى فى ظل هذا السيناريو ضئيلًا، خاصة إذا قامت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتعويض البراميل الإيرانية المفقودة باستخدام طاقتهما الاحتياطية.


وتخوفت بلومبرج من تحول الصراع إلى حرب بالوكالة، لافتة إلى أنه فى حالة امتداد الصراع إلى لبنان وسوريا، حيث تدعم إيران جماعات مسلحة، فسوف يتحول فعليًا إلى حرب بالوكالة بين إيران وإسرائيل، وسوف ترتفع التكلفة الاقتصادية، ما يؤدى على الأرجح إلى ارتفاع أسعار النفط، مشيرة إلى أنه فى الحرب القصيرة بين إسرائيل وحزب الله عام 2006 قفز سعر النفط الخام بمقدار 5 دولارات للبرميل، علاوة على الصدمة الناجمة عن سيناريو الحرب المحصورة، فإن أى تحرك مماثل اليوم من شأنه أن يرفع السعر بنسبة 10٪، أى 94 دولارًا.

كما أن ارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يضيف 0.2 نقطة مئوية إلى التضخم العالمى، ما يبقيه بالقرب من 6%، ويواصل الضغط على محافظى البنوك المركزية لإبقاء السياسة النقدية متشددة حتى فى ظل النمو المخيب للآمال.

وفى حالة احتدام الصراع ليصبح مباشرًا بين إيران وإسرائيل، وهو سيناريو منخفض الاحتمال، يمكن أن يكون سببا لركود عالمى، ومن شأنه رفع أسعار النفط وانخفاض الأصول الخطرة وأن يوجها ضربة قوية للنمو، وأن يدفعا التضخم إلى الارتفاع.


 

وقال حسن الحسن، الباحث فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية لوكالة الأنباء: «لا أحد فى المنطقة يريد أن يرى الصراع فى الشرق الأوسط يتصاعد إلى حرب إقليمية، وهذا لا يعنى أن ذلك لن يحدث».

وأضاف: «لطالما اعتبرت إسرائيل طموحات إيران النووية بمثابة تهديد لوجودها، وقد أدت تحركات طهران لبناء تحالف عسكرى مع روسيا، واستعادة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية وإقامة علاقات سلسة مع الولايات المتحدة إلى زيادة القلق».

واستطرد الباحث: «أرسلت إسرائيل والولايات المتحدة رسائل متضاربة حول تورط إيران فى هجوم حماس»، وقال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلى، رون ديرمر، يوم 9 أكتوبر: هناك بعض الأدلة تشير إلى أنهم ربما كانوا على علم بذلك، ويقول المسؤولون الأمريكيون إن لديهم أدلة على أن القادة الإيرانيين فوجئوا، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز فى 11 أكتوبر.

وقال الحسن: «فى حالة المواجهة بين إسرائيل وإيران، من المرجح أن تسعى طهران إلى تفعيل شبكتها الكاملة من الوكلاء والشركاء فى سوريا والعراق واليمن والبحرين، وسيكون لديها قائمة طويلة من الأهداف الغربية الصعبة والسهلة فى المنطقة للاختيار من بينها».


وفقًا للباحث، فإن تزايد التوتر بين القوى العظمى من شأنه أن يزيد من تعقيد الموقف، فبينما الولايات المتحدة حليف وثيق لإسرائيل، تعمل الصين وروسيا على تعميق العلاقات مع إيران، ويقول المسؤولون الغربيون إنهم يشعرون بالقلق من أن الصين وروسيا سوف تستغلان الصراع لتحويل الموارد العسكرية عن أجزاء أخرى من العالم، ومع وصول خمس إمدادات النفط العالمية من منطقة الخليج، فإن الأسعار سترتفع بشكل كبير.


وتوقع تقرير بلومبرج انخفاضًا بمقدار نقطة مئوية فى النمو العالمى، ما يؤدى إلى انخفاض الرقم لعام 2024 إلى 1.7%، أى بتكلفة تقدر بنحو تريليون دولار من الإنتاج العالمى، ومن الصعب حينها تحديد حالات الركود العالمى، فالتوسع السريع لاقتصادات مثل الصين يعنى أن الانكماشات الصريحة نادرة.

ومع استبعاد صدمات كوفيد والأزمة المالية العالمية، سيكون هذا أسوأ نمو فى 41 عامًا منذ عام 1982، وهى الفترة التى رفع فيها بنك الاحتياطى الفيدرالى أسعار الفائدة لاحتواء التضخم الناتج عن الصدمة النفطية فى السبعينيات، كما أن صدمة نفطية بهذا الحجم من شأنها أن تعرقل الجهود العالمية لكبح جماح الأسعار، ما يترك معدل التضخم العالمى عند 6.7% فى العام المقبل.