الغموض يحيط بوفاة مؤسس شركة الذكاء الصناعى المنافسة لـ “ChatGPT”

أصبحت الوفاة المفاجئة لتانج شياو، الشخصية الأبرز وراء تكنولوجيا التعرف على الوجه في الصين والمؤسس المشارك لمجموعة “SenseTime”  المنافسة لـ "ChatGPT"، بسبب مرض لم يكشف عنه عن عمر يناهز 55 عاماً، أحدث تحدٍ يواجه عملاق الذكاء الاصطناعي الخاضع للعقوبات الأميركية، حيث خسرت أسهمه 11% في هونج كونج يوم الاثنين.

كانت المؤهلات البحثية القوية لتانج، الأستاذ في جامعة هونج كونج الصينية، هى الداعم الأقوى لقدرات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، لكن بوفاته الغامضة انخفضت أسهم شركة SenseTime،إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق منذ طرحها العام الأولي في 31 ديسمبر 2021. حيث يتم تداول السهم حالياً بخُمس قيمة الاكتتاب العام.

أحد التحديات المباشرة التي أعقبت وفاة تانج، الذي توفي يوم الجمعة، هو هيكل التصويت في الشركة، حيث كان تانج هو المساهم المسيطر عليها مع قوة التصويت المهيمنة من خلال أسهمه من الفئة أ، وفقاً لما ذكرته صحيفة "SCMP"، واطلعت عليه "العربية".

وتأتي وفاة تانج وسط الجهود التي تبذلها شركة SenseTime لتنويع أعمالها، مع التركيز مؤخراً على الذكاء الاصطناعي التوليدي. حيث حصلت الشركة على موافقة من الحكومة الصينية لإطلاق إجابتها علناً على غرار ChatGPT الخاص بـ Open AI في أغسطس، جنباً إلى جنب مع منافسين مثل شركة البحث الصينية العملاقة Baidu.

وأعلنت شركة SenseTime أن حقوق التصويت المرجحة المرتبطة بأسهم تانج من الفئة "أ" والبالغة 6.9 مليار سهم قد توقفت. وأضافت أنه من المتوقع أن يتم تحويلها على أساس فردي إلى أسهم من الفئة ب، التي تتمتع بقوة تصويت أقل، وستظل مغلقة حتى نهاية ديسمبر 2024.

وقالت SenseTime في الإيداع الذي صدر قبل افتتاح السوق يوم الاثنين: "من غير المتوقع أن يكون لوفاة البروفيسور تانج تأثير سلبي جوهري على الإدارة اليومية والأنشطة التجارية العادية للشركة".

وانخفضت أسهم SenseTime بما يصل إلى 18% خلال تعاملات الاثنين قبل أن تغلق التداولات على انخفاض بنسبة 11.11% عند سعر منخفض قياسي بلغ 14 سنتاً أميركياً، ويمثل هذا التطور ضربة أخرى للشركة المتعثرة، التي كانت تعتبر ذات يوم واحدة من "تنانين الذكاء الاصطناعي الأربعة الصغيرة" في الصين، وسط انخفاض الأرباح وظروف السوق الصعبة.

وأعربت شركة SenseTime يوم الأحد عن التزامها بمواصلة مهمة تانج وإرثها، مشددة على أهمية الالتزام بتطلعات الشركة وأهدافها الأصلية.

يذكر أن "تانج" شارك في تأسيس “SenseTime” التي تركز على الذكاء الاصطناعي في عام 2014. لتصبح الشركة لاعباً رئيسياً في تكنولوجيا الرؤية الحاسوبية والمزود الرائد في الصين لتكنولوجيا التعرف على الوجه التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي تستخدم بشكل أساسي في القطاع العام. وفي فبراير، أدرجت مجلة فوربس المؤسس المشارك في المرتبة 33 كأغنى شخص في هونج كونج، بثروة صافية قدرها 2.5 مليار دولار أميركي.

ومع ذلك، واجهت SenseTime اضطرابات في عام 2021، عندما منعت واشنطن الصناديق الأميركية من الاستثمار في الشركة، مما أدى إلى تأخير الاكتتاب العام الذي كان قريباً جداً حينها.

ومضت SenseTime قدماً في طرحها العام الأولي في ديسمبر 2021، لكنها قلصت حجمه لجمع 846 مليون دولار أميركي. ومنذ ذلك الحين شهدت الأسهم انخفاضا بنحو 80%، حيث أشار بعض المحللين إلى الافتقار إلى عمليات توليد النقد، وتشديد الإنفاق من قبل حكومات البلديات والمقاطعات في الصين، وزيادة المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي المحلي كعوامل مساهمة.