مؤسس منصة "تيمو".. من موظف فى "جوجل" لـ أغنى أثرياء الصين

السبت، 10 أغسطس 2024 04:47 م
كولين هوانغ

كولين هوانغ

share

المشاركة عبر

أسس “كولين هوانغ” المهندس السابق في "جوجل" شركة “بيندودو” عام 2015، بعد أن مكث رائد الأعمال الشاب في منزله لمدة عام وهو يفكر في خطوته التالية، لتشتهر منصته للتجارة الإلكترونية فيما بعد بالمنتجات الرخيصة للغاية والعروض الترويجية الضخمة. وسرعان ما صعد ترتيبه بين أغنى أثرياء العالم، حيث بلغت ثروته الصافية ذروتها عند 71.5 مليار دولار في مطلع 2021.

ومثل العديد من الأشخاص الذين أُطلق عليهم "مليارديرات كوفيد"، انهارت ثروته بنفس السرعة التي جمعها بها، فتدهورت بنسبة 87% خلال عام تقريباً. وكان انهيار ثروة هوانغ قاسياً بشكل خاص، حيث تزامن انحسار الجائحة عالمياً مع حملة الصين المفاجئة على القطاع الخاص في البلاد.

ثم حدث شيء مفاجئ؛ عادت "بيندودو" إلى النجاح. ورغم أنه لم يكن نجاحاً كبيراً كما حدث سابقاً، إلا إنه كان مستقراً، فتوسعت خارج الصين باسم العلامة التجارية "تيمو" (Temu)، ما ساعدها على موازنة تأثير الضعف المستمر في الاقتصاد المحلي.

وأصبح هوانغ، البالغ من العمر 44 عاماً، أغنى أثرياء الصين وفق مؤشر "بلومبرج" للمليارديرات، بثروة تبلغ 48.6 مليار دولار. ليحل محل تشونغ شانشان، قطب المياه المعبأة، الذي احتفظ بهذا اللقب منذ أبريل 2021.

جاء الارتفاع الملحوظ في ثروة هوانغ مدفوعاً بتغير عادات التسوق في الصين، بعدما تحولت أزمة العقارات في البلاد إلى تباطؤ ممتد. كما أنه أول قطب في قطاع التكنولوجيا يتصدر ترتيب الأثرياء منذ أكثر من 3 أعوام، بعد معاناة المنافسين من الضغوط التي مارستها الحكومة على الشركات الخاصة، بما فيهم "مجموعة علي بابا القابضة" التي أسسها جاك ما.

واجه هوانغ أيضاَ خلال تلك الفترة اعتراضات من الموردين لخفضه الأسعار، كما حدد لموظفيه ساعات عمل مرهقة.

ويمثل هوانغ جيلاً جديداً من رواد التكنولوجيا الصينيين الذين بدأوا حياتهم المهنية من بوابة الشركات العالمية، وفي عمر 12 عاماً، وفرت له موهبته العبقرية في الرياضيات مكاناً في مدرسة "هانغشتو للغات الأجنبية"، التي يرتادها أبناء الصفوة، حيث كان زملاؤه في الفصل أبناء النخبة السياسية والاجتماعية في الصين. وبعد تخرجه في جامعة "تشيجيانغ" بشهادة في علوم الحاسوب، غادر الصين في 2022 سعياً للحصول على درجة الماجستير بجامعة ويسكونسن.

وبعد عامين من التخرج، عاد هوانغ ليساعد في تأسيس "غوغل تشاينا" (Google China). كما أسس أول شركة له في 2007، ثم باعها في 2010 ليؤسس واحدة جديدة تساعد الشركات في التسويق لنفسها على مواقع مثل "تاوباو" (Taobao) التابع لـ"علي بابا"، أو "جيه دي دوت كوم". وعندما أصابه التهاب في الأذن أدى إل تقاعده في 2013، خطرت له فكرة تأسيس "بيندودو".

في حوار مع مجلة "كايجينغ" في 2018، قال هوانغ: "(بيندودو) لا تسعى لأن يشعر الناس في شنغهاي بأنهم يعيشون حياة رغدة كما لو كانوا في باريس، لكن لأن تضمن حصول الناس في آنهوي على مناشف ورقية في المطبخ وفواكه طازجة. فالهدف الأساسي من الموقع ليس تقديم البضائع بأسعار مخفضة، وإنما شعور المستخدمين بأنهم حصلوا على صفقة جيدة".

ابتعد هوانغ بشكل أساسي عن الأضواء بعد تنحيه عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة "بيندودو" في 2020، كما تخلى عن منصب رئيس مجلس إدارتها في 2021، عندما بدأت بكين تضييق الخناق على شركات التكنولوجيا العملاقة في الصين (وقال إنه سيسعى وراء اهتماماته الشخصية في مجال بحوث الغذاء والعلوم الحياتية، بحسب خطاب للمساهمين).

في تلك الفترة تقريباً بدأت "بيندودو" في التدهور، وكذلك ثروته. لكن منصة "تيمو"، التي تقدم منتجات "بيندودو" خارج الصين، عززت إيرادات الشركة ودعمت تعافيها. وارتقت إلى قمة متاجر التطبيقات في الولايات المتحدة بعد بدء نشاطها في سبتمبر 2022، حيث استهدفت المواطنين الأميركيين الذين يعانون من التضخم بمنتجات قليلة السعر لا تحمل علامة تجارية تُشحن إليهم من الصين مباشرةً. وحققت "بيندودو" إيرادات تقارب 248 مليار يوان (35 مليار دولار) العام الماضي، في قفزة بنسبة 90% عن 2022.
 

أما ما تركز عليه (تيمو) حالياً هو النمو، حيث تعمل على جذب الناس إلى الموقع الإلكتروني، وإقناعهم بالتسوق. ثم إذا زاد إدمانهم للشراء، ربما يبدأون حينها في تقبل الأمر إذا رفعنا الأسعار قليلاً. لذلك أعتقد أن (تيمو) في مرحلة زيادة الحصة السوقية حالياً"، بحسب الشرق بلومبرج.